بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : ( إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (9) الممتحنة
قال تعالى :(وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا)[سورة اﻹسراء 4
قال تعالى : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) ()52 المائدة
طالعنا التسريبات التي تجري في الساحة السودانية هذه الأيام والحديث الذي يدور هنا وهناك عبر مختلف الوسائط عن إمكانية التطبيع مع العدو الإسرائيلي، نود أن نؤكد على الآتي:-
إن موقف الإخوان المسلمين في السودان هو ذات الموقف الثابت الراسخ الذي أعلناه من قبل ولا نألوا جهدا أن نعلنه مرار وتكرارا أننا ضد التطبيع بكل ألوانه ( السياسية الإقتصادية الثقافية الإجتماعية... الخ ) إذ لا مجال لتطبيع مع عدو غاشم لئيم يحتل أراضي المسلمين ويدنس مقدساتهم ويعوث في الأرض فساداً.
إن موقفنا حيال هذا التطبيع هو موقف مبدئي منطلق من ثوابت ديننا وعقيدتنا وقيمنا وأخلاقنا، سنظل مناوئين لهذا التطبيع رافضين لأي شكل من أشكال التقارب مهما كانت الدوافع والمغريات والوعود الآنية المرجوة.
إن التطبيع مع الكيان الصهيوني والتعامل معه من قريبٍ أو بعيدٍ على صعيدٍ رسمي أو فردي أو حزبي يعتبر خيانة عظمى و جريمة نكراء في حقّ الله والدين والمِلَّة والأجيال. وفتاوى كبار علماء الأمة وجهابزتها في تحريم التطبيع مع العدو الإسرائيلي مُتجذّرةٌ في مشهد الصِراع العربي الصهيوني وهي منثورة ومتكاثرة.
إن قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى في هذا العصر التي لا مجال للتفريط فيها ولا مجال للترضيات السياسية والمصالح الإقتصادية الآنية والمكاسب الرخيصة، ومهما تنازل البعض فستظل القضية عند الإخوان المسلمين حية متقدة تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل حتى يعود الحق السليب لأهله ويقهر اليهود اللئام.
إن الإخوان المسلمين إذ يؤكدون رفضهم القاطع لأي نوع من أنواع التطبيع يذكرون موقف الشعب السوداني الأبي حيث موقف خرطوم (اللاءات الثلاثة) في نوفمبر من العام 1967م ( لا تصالح ولا تفاوض ولا استسلام مع إسرائيل ).
التحية للمجاهدين بكل فصائلهم وعلى رأسهم حركة المقاومة الإسلامية حماس وكتائب القسام وغيرها من مجاهدي المقاومة الفلسطينية الذين ما فتئوا يلقنون العدو كل يوم درس بعد درس في التضحية والفداء .
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
م.الصادق موسى أبوشوره
الناطق الرسمي والمتحدث الاعلامي للإخوان المسلمين بالسودان
24 ربيع الأول 1440 هجرية الموافق الثاني من ديسمبر 2018 ميلادية