(أنا) لستُ (أنت) و (أنتَ) لستَ (أنا) !!!
2018-09-22
بقلم الاستاذ عمر الحبر
أحياناً قد يحتاج الإنسان أنْ يُحدِّث الناس عن أشياء ينبغي أنْ تكون معلومة ابتداءً ومفهومة بداهةً.
ومنها أنَّكَ إذا دخلتَ في حوار فأنتَ تُحاور غيرك .. بالطبع أنتَ لا تُحاور نفسك !!
أحد الشباب وجدني أُثني على رجل خيراً فقال لي : ( هذا ليس من أهل العلم وإذا أردتَ أن تعرفه فاسمع لآراء العلماء فيه ) !!!
هذا الشاب بهذه العبارة لم يفعل شيئاً كبيراً .. هو فقط ألغى وجودي وكياني !!
_ ( الرجل ليس من أهل العلم) هذا بالنسبة لك (أنت) ولمن تنتسب إليهم .. أمَّا بالنسبة لي ( أنا ) ولكثيرين غيري فالرجل من أئمة أهل العلم في عصرنا.
_ (إذا أردت أن تعرفه فاسمع لآراء العلماء فيه ) هذا منهجك ( أنت ) في الحكم على الناس لا منهجي ( أنا ) !! أنا لا أحكم على فلان من الناس بخير ولا بشرٍّ اعتمادا فقط على أنَّ فلانا قال فيه كذا !!
ثم لماذا أسمع ( فيه ) ولا أسمع ( منه ) ؟! الأصل عندي ( أنا ) وقد لا يكون أصلاً عندك ( أنت ) أنني لأعرف فلانا من الناس عليَّ أنْ أذهب لأقرأ ( له ) ما كتبه من كتب ومؤلفات وأسمع ( منه ) ما قال . أمَّا أن أقرأ ما كتبه ( عنه ) الناس أو ما قالوه ( فيه ) فليس هذا من منهجي في شيء.
أخيراً : ( آراء العلماء فيه ) من هم هؤلاء ( العلماء ) المُعرَّفون بالألف واللام ؟؟! لا أعني أسماءهم بالطبع فقد تبرَّع الشاب مشكورا بذكر طائفة من أسمائهم _ الذي أعنيه من هم بالنسبة لي ( أنا ) ولكثيرين غيري لسنا على منهج الشاب؟! هؤلاء أيها الشاب علماؤك ( أنت ) وعلماء من هم على منهجك وليسوا علمائي ( أنا ) !!!
أليس عجيباً أنْ يجعل علماءه هو حَكَماً _ وهم ليسوا عندي بحكم تُرضى حكومته أو لا تُرضى _ على مَنْ أراه أنا إماماً من أئمة العلم ؟!!
أليس غريباً أنْ يفترض أنَّ مُسَلَّماتَه هو هي مُسَلَّماتي أنا وطريقته في التفكير هي طريقتي ومنهجه في الحكم على الناس هو منهجي ؟!!
ألم أقل لكم هذا الشاب لم يفعل شيئاً كبيراً ... هو فقط ألغى كياني ووجودي وافترض أنَّني هو !!!